ميلان كونديرا

الإنسان ملزم بالمعرفة , الإنسان مسؤول عن جهله , الجهل خطيئة ..... بقلم ميلان كونديرا . Milan Kundera

السبت، 15 أكتوبر 2016

مقتطفات من كتاب الانسان الفعال ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍالمتفوق ‎‎.. للمؤلف جمال جمال الدين ....... بقلم مهند بدر

إن الإنسان الذي يكتفي بلوم الآخرين وانتقاد المجتمع ولعن الظروف والشيطان والاستعمار لن يسهم في بناء حضارة أو تقدم.....
ومالم يبدأ أولا بتغيير نفسه وأداء واجباته فلا يؤمل منه أي تغيير نحو الأفضل مهما لام وانتقد ولعن..فالمشكلة قابعة هناك في داخل أنفسنا....
وأنا أفهم أن الإنسان يجب أن يكون سويا أولا خاليا من الأمراض والعقد النفسية ليكون إنسانا متحضرا ومن ثم إنسانا فعالا منتجا وإيجابيا،
وكما قال أحدهم: إننا نرتكب خطأ جسيما عندما نريد أن نجعل من أنفسنا متحضرين قبل أن نكون أسوياء....
وأن نجعل من أنفسنا متدينين قبل أن نكون متحضرين وإن كل قفزة فوق أي مرحلة من هذه المراحل ستفضي إلى إنسان مشوّه

الإنسان الفعال
 ﺍﻟﻤﺰﺍﻳﺎ ﺍﻟﻌﺸﺮ ﻟﻺﻧﺴﺎﻥ ﺍالمتفوق
 عنوان لكتاب صدر عن  
 دار الفكرالسورية /دمشق /2004
 للكاتب جمال جمال الدين



كيف يعرف الكاتب الانسان الفعال 
هو الإنسان المبادر الذي يعيش فاعلاً لا مفعولاً به ويصرف وقته وجهده وماله وإمكانياته للقيام بأعمال هامة ,ويتخلى بإرادته القوية عن رغباته وأهوائه وضعف نفسه وكل ما يقف حائلاً دون تحقيق أهدافه وهو يخطط ويبادر لتنفيذ خطته فلا يترك نفسه وسيلة يستخدمها الآخرون لتحقيق مبتغاهم

اكتسب الإنسان معتقدات ومفاهيم وأفكاراً وعادات وسلوكيات من المجتمع الذي يعيش فيه من ناحية، ومن تجاربه الحياتية من ناحية أخرى.. هذه المفاهيم التي اكتسبها تجعله يسلك في الحياة سلوكاً قد لا يرضى عنه كامل الرضى، ولكي يستطيع تغيير هذا السلوك ونتائج أعماله، لا بد له من البحث عن أفكار ووسائل وآليات جديدة توصله إلى أهدافه وبأقل الخسائر..

وكتاب "الإنسان الفعَّال" دعوة للتغيير تبدأ بالكف عن لوم المجتمع والظروف، والانشغال بتغيير أنفسنا من داخلها.. تبدأ بأداء الواجب بدلاً من المطالبة بالحقوق، مع التأكيد على عدم التنازل عن الحق بعد أداء الواجب.. فإن لم نغير هذه الأفكار والمفاهيم عن أنفسنا والعالم، ونغير سلوكنا بما يتناسب مع مفاهيم وأفكار وآليات ووسائل جديدة فإن عقوبتنا ستكون بأن نستمر بدفع الثمن تلو الآخر فشلاً وخسارة وإحباطاً.

يبدأ الكاتب فصول كتابه بسؤال عن معنى الفعالية، هل هي ثقافة أم مزايا مكتسبة، ويسعى إلى بيان المقصود بالفعالية والثقافة والعلاقة بينهما، فيرى أن الثقافة تنعكس على طريقة تفكيرنا ونظرتنا إلى العالم والناس والأشياء من حولنا، وهي ترسم إلى حد بعيد سلوكنا وطريقة استجابتنا للمثيرات التي تؤثر بنا، وتظهر في ردود أفعالنا تجاه التجارب التي نمرُّ بها والمشكلات التي تعترضنا، كما تقرر مواقفنا من الآخرين وطريقة تعاملنا معهم.. والمقصود بمصطلح الثقافة ليس المعنى الدارج للكلمة.. بل هو مجموع العادات والممارسات والمعارف التي تميز شعباً عن آخر، وطريقته في الحياة. وكذلك العلاقة بين ثقافة الواجب وثقافة الحق.. إلى توضيح الفرق بين المواهب الموروثة، والمهارات والعادات المكتسبة.. والمقارنة بين حياة الفاعلية في المجتمعات المتخلفة والمتحضرة.. وإلقاء الضوء على شروط البيئة الملائمة لنمو الحياة الفعّالة.

كما يهدف إلى تعريف المزية التي هي مزيج من الرغبة والمعرفة والمهارة.. فتكرار العمل هو الذي يشكل عاداتنا التي تغير واقعنا.. وإذا كانت المعرفة تكتسب بالتعلم، فإن المهارة تكتسب بالممارسة والتدرب والتجربة والخبرة.. فالنية الصادقة والمعرفة لا تكفيان وحدهما، والممارسة والتجربة هما السبيل لتحصيل المهارات اللازمة لإحداث هذا التغيير.

وكان لابد للكاتب أن يوضح أن الإنسان الذي يسعى إلى الفعّاليّة يجب أن يكون سوياً أولاً.. ثم متحضراً.. ثم ليحمل بعدها العقيدة التي يشاء، وأن القفز فوق المراحل يؤدي به إلى مشكلات كثيرة في حياته، وشذوذات غريبة في سلوكه.

هذا من ناحية الإنسان. أما من ناحية البيئة الطبيعية التي تنمو فيها الفعالية فهي تلك التي نعيش فيها ما نؤمن به من أفكار دون نفاق أو مداهنة أو حاجة للتمثيل.. فبيئة القهر والإرهاب الفكري التي تفرض على الناس العيش بوجهين، وتركيب العديد من الأقنعة واحداً فوق الآخر، أو تبديلها بما يتلاءم مع كل مناسبة، لا تسمح بعيش حياة الفعّالية.. فلا فعالية بانتقاص الكرامة، ولا فعالية إذا سلبت الحرية... ولا يمكن للإنسان أن يصبح فعّالاً إلا بعد الانتقال من حالة الدفاع الفطرية عن بقائه إلى مبتكر خطته وأهدافه ومستقبله، فلا يعود سجيناً لما يرسمه له الآخرون، بل تكون له إرادة حرة وأهداف مستقلة، ومواقف مستقلة أيضاً.

 الكتاب يتناول وبأسلوب أدبي رشيق عشر مزايا، يصفه الكاتب أنها هي ذاتها مزايا الإنسان الفعال، الإنسان المقبل على الحياة بروح إيجابية منفتحة، تتجاوز الهنات، والنكبات والكبوات، وتسمو إلى آفاق من الخلق الرفيع، والتعامل اللائق، حيث يصبح الإنسان سويا ومنتجا، يؤدي رسالته التي أوكلت له، حيث لم يخلق أحد عبثا.
من يملك مقومات التفوق في القرن العشرين؟ وهل استعد شبابنا ليأخذوا دورهم في زمن النوعية والكفاءة، فينافسوا غيرهم من شباب العالم، الذين تسلحوا بمهارات جديدة. يقول الكاتب: إن ضياع كثير من الوقت والجهد في حياتنا عائد لافتقارنا لمعرفة وتطبيق آليات بسيطة يعلمها الغربيون لطلابهم، في حين نفتقدها لدى أعلى المستويات العلمية والمهنية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، وقد أصبح اكتساب بعض المزايا يمثل حدا فاصلا بين موت الإنسان وحياته، في عالم لم يعد فيه مكان إلا لمن يتمتعون بعقول منفتحة وأفكار متجددة وسلوكيات سوية، عالم لا تتاح الفرصة فيه إلا للأفضل والأذكى والأكفأ، ولا تفتح أبواب النجاح إلا لمن يتقنون تحديد أولوياتهم ومعرفة أهدافهم والتخطيط السليم لمستقبلهم، وتأدية الواجبات الخاصة بكل يوم وساعة من حياتهم، لمن تقوم علاقاتهم على مبادئ الثقة والتعاون والحوار، ويتميزون بالقدرة على اتخاذ القرارات الصائبة، وتوجيه جهودهم للتوصل إلى نتائج لا يخسر فيها أحد، ويربح الجميع.

المزايا العشر :
يبحث الكتاب في شروط التفوق والنجاح، ليس نجاح القارئ على حساب غيره، بل نجاحه الشخصي الذي يسهم في تقدم مجتمعه، وما إن تفرغ من قراءاته حتى تبدأ بالنظر إلى الحياة بإيجابية وتفاؤل، وتجد أن شيئا ما من داخلك يدفعك إلى تغيير نفسك، لتكون أكثر رشدا في تفكيرك، وأكثر مبادرة في تصرفاتك، وأكثر مرونة في مواقفك من الآخرين، وهو مرجع يبقى لتتعلم منه وتطبق ما تعلمته وترتقي، ثم تعود إليه وتتعلم من جديد، وتطبق وترتقي من جديد، إلى أن تحقق أمل الله فيك، إنها المزايا العشر التي تساعد الإنسان ليكون أكثر فعالية وحكمة وتميزا، فيستحق أن يطلق عليه الإنسان الفعال، وقد لقي الكتاب إقبالا بين القراء، خاصة أولئك المهتمون بقراءة كتب علم الاجتماع، والإنسان الفعال يجمع بين الفكر الغربي في دراسة مشاكل تحفيز الذات وصقل القدرات، وبين الفكر الإنساني، ولذلك نجده يستشهد كثيرا بكتب مالك بن بني، وجودت سعيد.

ما هي المزايا العشر؟ يقول المؤلف: ترددت كثيرا في تصنيف شروط ومزايا الإنسان الفعال، وترتيبها، كمزايا رئيسة وثانوية، ولا أزعم أن هذا التصنيف نهائي، فقد يكون للقارئ رأي آخر، ولكنني اجتهدت وأبديت رأيي، حيث صنفت هذه المزايا في عشرة عناوين وهي: الذكاء العاطفي: والعقل العليم والتفكير السليم، وروح المبادرة والتفاؤل الإيجابي، والتكيف والمرونة وقبول الآخر، وإدارة الوقت بفعالية، ووضوح الهدف، وفهم آليات التفاوض، والتفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار، والمواصفات الشخصية، وأخيرا التوازن.
الذكاء العاطفي :
أو ما يعرف بالنضج والرشد، لأن الذكاء وحده لا يكفي، والعلم والمعرفة لا يضمنان نجاحنا ما لم نكن راشدين، نسيطر على عواطفنا وردود أفعالنا الطائشة السريعة، التي عادة ما نندم عليها، وندفع ثمنها غاليا، فبالرشد نتمكن من إدارة حالات الغضب، فلا نرتكب أخطاء تعيدنا إلى الوراء، وبالرشد تسود ثقافة الثقة، وبالرشد يتعزز مبدأ التعاون الإيجابي مع الآخرين، لما فيه منفعتنا ومنفعتهم بدل الصراع والتنافس والتناحر.
العقل العلمي والتفكير السليم :
العقل العربي بطبيعة خرافي، لأنه نتاج موروث متراكم من جهل وأساطير وخرافات، وهو عقل في أكثر لم يستضئ بنور الله، ولم يقرأ القرآن قراءة علمية واعية، وقراءة فكرية تنويرية، بل قرأه قراءة تقديسية للتبرك به، وإلا فإن القرآن الكريم كله محفزات، وفيه ارتقاء بالتفكير السليم، ومزمية العقل العلمي التي ضمنها الكاتب تتضمن انتزاع كل الخرافات والأوهام والأساطير من عقولنا، وتخليصها من كل انحرافات التفكير الأعوج، كالآبائية والتقليد والعصب وسلطة القدم والانتشار، ونبذ المفاهيم الخاطئة عن الإنسان والحياة، فسلوكنا هو نتيجة لما نحمله من أفكار عن أنفسنا وعمن حولنا، وما دمنا مستمرين باتباع أسلوب خاطئ في حياتنا، فإننا سنحصل على نتائج أليمة لن تتغير إلا بتغيير أفكارنا ومواقفنا وسلوكنا.
روح المبادرة والتفاؤل والتفكير الإيجابي :
فعندما تتصف أفكارنا بالإيجابية، ونملك روح المبادرة عوضا عن السلبية، والتفاؤل بدل العجز والكسل، تثمر جهودنا وتتحقق أهدافنا، لكن إيجابيين أكثر في الحياة، ونحاول أن نقهر الصعاب، ونتجاوز العقبات، فربما بعد المنحدرات تأتي سهول منبسطة، لذلك كلما كان الإنسان إيجابيا في تفكيره، ومبادرا في فعل الخير، كلما انفتح أمامه باب التفاؤل، وبالتالي تستقر روحه ويطمئن قلبه، ويرشده إلى التفكير السليم والسديد.
التكيف والمرونة وقبول الآخر :
الخلاف لا يفسد للود قضية، ورأيي صحيح يحتمل أن يكون خطأ، ورأيك صحيح يحتمل صوابا، بهذه الأريحية يتعايش الإنسان مع بني جلدته، فلا يرفض الآخر، ولا ينفر من الآخر، مهما اختلف عنه فكريا وثقافيا، والتكيف والمرونة هي ذاتها القدرة على التعايش مع الآخرين وقبولهم، ولو اختلفوا عنه وخالفوا آراءنا فالعناد والمشاكسة والتشبث بالرأي والصلابة في غير موضعها عادة ما تكسرنا، والمرونة لا تعني الضعف، بل أن نكون أقوياء مع مرونتنا، كشجرة الخيزران تنحني، ولا تنكسر، وأن نكون متسامحين، ونعلم أن الناس مختلفون عنا، وأن لهم الحق في أن يخالفونا، ولا نتوقع منهم أن يكونوا نسخة عنا.
إدارة الوقت بفعالية :
الوقت كالسيف، حاد وقاطع، والوقت نعمة يمكن أن يبدع فيه الإنسان، ويستغله فيما يفيده وينفعه، ويجدد به حياته، ولأن الوقت هو الإطار الذي نمارس فيه كل نشاطاتنا، وما لم نستثمره بفعالية، نضيع عمرنا، فننتبه إلى النشاطات التي تسرق وقتنا دون جدوى، ونعرف كيف نتعامل معه، وإضافة إلى إدارة الوقت التقليدية المعروفة لدى الإنسان العادي، حيث نستثمر وقتنا وننتج أكثر، ونتحاشى ضياع الساعات والدقائق، يعرف الإنسان الفعال مراتب أخرى ويختار أنسبها.
وضوح الهدف :
الضبابية والسوداوية خصلتان للإنسان المتشائم، أما المتفائل فلديه هادف واضح، يمكن أن يصل إليه، وإن لم تكن لنا أهداف محددة في الحياة نسعى إلى تحقيقها، فلا جدوى من جهودنا المشتتة، وتغدو حياتنا عبثا واعتباطا، وما لم نعرف هدفنا من العمل الذي نقوم به، فالأفضل ألا نفعله، وما لن نعرف إلى أين نتجه فلا يهم أي طريق نسلك، إننا لا نطلق السهم ثم نسمى ما نصيبه هدفا، الهدف يجب أن يحدد أولا، وبدون معرفة رسالتنا في الحياة وأهدافنا فيها.
فهم آليات التفاوض :
لأننا شئنا أم أبينا نتفاوض مع الآخرين، في المنزل والعمل والسوق، فلابد من معرفة استراتيجيات التفاوض، ففي الحياة الشخصية كما في العمل، لا نحصل دوما على ما نستحقه، بل على ما نعرف كيف نفاوض عليه. الإنسان العادي سجين لطريقة واحدة، يطبقها في جميع حالات التفاوض مهما كانت النتيجة التي يسعى إليها، وأيا كانت أهمية علاقته مع الطرف الآخر، أما الإنسان الفعال فيعرف استراتيجيات مختلفة للتفاوض، تتراوح بين التنازل والاحتواء والصلابة.
التفكير الاستراتيجي واتخاذ القرار : 
من لم يضع في حياته خطة فلا يصل إلى مراده، ولذلك لزاما أن نضع لحياتنا خطط نسير عليها، وفق منهجها، فنجاح الإنسان في التخطيط هو تخطيط للنجاح، وعيلنا أن نقارن بين الخيارات المتوفرة واختيار الأفضل منها، آخذين بعين الاعتبار المصالح الدائمة، مقارنة مع المرابح العاجلة، والمحافظة على العلاقة في غمرة التطلع إلى المكاسب، ولأننا بحاجة إلى اتخاذ قرارات كل يوم، فلابد من معرفة آلية اتخاذها، ولكن يجب أن نكون واعين أيضا.
المواصفات الشخصية :
وتتضمن اكتساب مهارات تفيدنا في التواصل مع الآخرين، وفهمهم وكسب ثقتهم، مع التأثير فيهم، فنعرف كيف ننصت للآخرين ونقدر اهتماماتهم، تماما كما نعرف كيف نوصل رسالتنا إليهم، فنكسب ثقتهم واحترامهم، ولا يمكن أن نحسن من نظرة الآخرين ما لم نحسن من حقيقتنا، ونقوم بأعمال ومواقف تعزز رصيد احترامنا لأنفسنا، وثقة الآخرين بنا.
التوازن :
وهو آخر المزايا العشر التي ذكرها المؤلف في كتابه، فلا نبالغ في شأن من شؤون حياتنا، على حساب غيره، بل نولي اهتمامنا بعملنا وعائلتنا وصحتنا، ونكرس وقتا للاستعداد لإتقان أعمالنا، ونكتسب مهارات جديدة، نرفع بها مستوى معيشتنا، دون إرهاق أنفسنا، ونسعى بحكمة لكل ما يحقق سعادتنا، فلا ننجح في عملنا على حساب صحتنا، وذلك للوصول إلى غاياتنا وتنفيذ رغباتنا

أعداد و تعليق و كتابة لموقع همسة لمسة

بقلم مهند بدر https://www.facebook.com/muhanad.bader





إن التاريخ يعيد نفسه ومع هذا فإن الغير متوقع دائم الحدوث : ما مدى قدرة الإنسان على التعلم من التجربة ؟؟؟؟؟                                 من أقوال جورج برنارد شو

تابعونا على تويتر


تابعونا على صفحتنا على الفيس بوك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق