هل هناك أحد يفكر مثلي بمشكلة الفخر التي عشناها منذ وجودنا في بلدنا .صار معنا مرض جنون العظمة لكثرة تفاخرنا .
حينا بتراثنا وآثارنا وحينا بتفوقنا وذكائنا . ومرة بمنجزات خارقة حصلت ومرة بمشاريع ستنجز . وووووالحديث يطول .
أنا سوري آه يانيالي .
تختصر ماأريد قوله .
هل تفخرون ؟ ولازلتم تفخرون .
منذ وجودي الأول في هذا البلد كنت أستغرب هذا الفخر وكنت أخجل مماأرى وأسمع . صدمتي الأولى كانت حين أرسلتني أمي حينما كنت طفلة لأعطي قطع اللحم لبيت أحد الفقراء وحين دخلت رأيت صديقي في الصف . أدار وجهه خجلا . كنت يومها أميرة لأن خالي كان يعمل في الكويت وملابسي من أفخر الماركات وحتى جواربي كانت تصلني بعلاقة خاصة . كم شعرت بالخجل .
كم شعرت بالقهر .......... أنا لاأفخر بوطن كان ولازال فيه من يتألم . ....... أنا لاأفخر بحجارة ولابمشاريع ولا بطبيعة ولابتاريخ في وطني . كيف لي أن أفخر وقد أنهيت 12 عام دراسة في مدارس كنت أرتجف فيها بردا وبجامعات حشرنا في هناغيرها كالقطعان نبحث عن الدكتور ونحاول سماعه بين الأعمدة. وفي المشافي كيف كنا ننام على الأسرة 3 أو 4 . وكيف نتزاحم على المواصلات ورغيف الخبز .ولازلنا وسنبقى . طالما نعاني من مرض الفخر هذا . ومن كتم الأفواه .
ماعاد لحديثي طعم بين الأنقاض والجثث.
لكني متأكدة أن الفخر هو السبب.......
سأعيش وأموت وأحلم بوطن أفخر فيه .
بقلم : انغريد وطفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق