أتذكر تماما أول يوم لي في المدرسة ..... رافقت والدتي إلى مكان غريب يجتمع فيه أطفال في مثل سني وبأعداد كبيرة .
كان سؤال واحد يدور في رأسي من أين جاء كل هؤلاء الأطفال دفعة واحدة.
خفت منهم , أو خفت أن ترحل أمي وتتركني , لكوني كنت طفلتها الوحيدة المدللة ولم أدخل حتى لروضة من قبل , لاأعرف أنواع الخوف المختلط الذي رافقني من هول مارأيت ....
لكني فورا تأقلمت مع الأجواء وخصوصا لأن المعلمات قدمن لي التشجيع لكوني ذكية ومهذبة , هكذا سمعت .! وصار عندي صديقات وتم الأمر بسلام .
وبعد 30 عاما حان دوري لأكون أنا الأم وليرافقني ولدي للمدرسة .أنا واثقة أن مشكلتي القديمة لاتعني طفلي أبدا فهو طفل اجتماعي جدا ودخل للروضة سابقا لابل دخل إلى كل عالم الكبار لأنه مرافقي دوما في كل مغامراتي . مشكلة طفلي الحالية هي أني أدربه نفسيا لدخول المعركة .
وصرت لقمان عصري فأقول : أحذر ياولدي من الركض داخل وخارج المدرسة . سترى أفواجا هيستيرية تتراكض .
انتبه ياولدي من أن تقع أرضا فيدوسون عليك .
ياولدي كن جاهزا لقتال في أرض الباحة أو في الطريق وحاول أن تتحاشاهم وحتى لايتهمونك بالطنط والضعيف استخدم لسانك وعقلك في الحوار.
ياولدي احذر من أن تردد الشتائم والكلمات البذيئة المتناقلة في كل مكان .
وإياك ياولدي من الأجهزة الحديثة التي قد تكون مع أحد الأطفال قد ترى مايؤلمك ويغير نظرتك للحياة .
ولدي ياولدي لا ثم لا للأحاديث السياسية والطائفية.
واحذر ثم احذر إطلاق الرصاص ..... إن كنت في الشارع اركض واختبىء في أي مكان حتى ينهي المرتزقة إفراغ شحنة المرض النفسي الوحشي الذي تنتابهم ....
ياولدي انتبه من الغرباء في الطريق ولا تحاول أن تذهب معهم لأي مكان .
انتبه من الموتورات والتشبيب وانظر جيدا قبل أن تقطع الطريق .
انتبه من الأكل والشرب واللعب في داخل الدرس .
عامل أساتذتك برفق ولاترفع صوتك ولاتشتم ولاتهزىء بهم .ياولدي إياك والغش فهو داء يقتل الشعوب ويدمر حضارتها .
لاترمي الأوساخ في الأرض .حافظ على ممتلكات المدرسة فهي من مالنا . مال الشعب .
ولاتصدق كل المعلومات الموجودة في الكتب حتى لايصير في زمانكم مثلما صار في زماننا .
واحذر وانتبه ولا وكن وإياك وحاول ووووووووووو. صحيح نسيت لماذا أنصح ولدي كل هذه النصائح ؟ . آ تذكرت دخول المدرسة .هل هذه النصائح تخص المدرسة ؟.... آسفة يالقمان .
لايهمني إن تلقى علما أو لا صرنا في زمن اللاعلم .
لاتحزن يالقمان الحكيم سأحاول أن أعلمه ولكن بعد دورة الصاعقة تلك وبعد أن يقوى عوده لدخول المعركة تلك .
لابد أن ينتصر الحق .
لابد .بسواعد الناس الشرفاء .
لابد
بقلم : انغريد وطفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق